بعث رئيس FIFA جوزيف سيب بلاتر برسالة دعم إلى مجتمع كرة القدم الياباني قبيل استئناف الدوري المحلي الذي سينطلق هذا الأسبوع من جديد وسط أجواء أقل ما يمكن قوله لوصفها هو أنها ستكون مشحونة بالمشاعر المؤثرة. حيث سيقف الجميع في لحظة صمت مهيب مع اللاعبين الذين سيضعون على أذرعهم شرائط سوداء تبجيلاً لأرواح الضحايا عندما تعود عجلة المنافسات للدوران بعد أن كانت قد توقفت، كأنشطة كثيرة غيرها، بسبب الزلزال المدمر الذي وقع في الحادي عشر من مارس/آذار وما تبعه من موجات مد بحرية.
ونظراً للدمار الكبير الذي أصاب شمال شرقي البلاد، تعين إدخال بعض التعديلات العملية، مثل خوض كل من كاشيما أنتلرز، وفيجالتا سينداي، ونادي الدرجة الثانية ميتو هوليهوك مبارياتها على أراض محايدة إلى حين إصلاح ملاعبها وترميمها. وإدراكاً منه لما أحدثته كارثة الشهر الماضي من دمار، كتب رئيس FIFA إلى نظيره رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم جونجي أوجورا، يتعهد له بالدعم الكامل من الهيئة العالمية المشرفة على أمور كرة القدم.
وجاء في رسالة بلاتر: "سوف يدعم FIFA اتحادكم دعماً كاملاً في عملية إعادة بناء مرافق كرة القدم، خاصة القرية الرياضية والمركز الطبي. وأنا سعيد لأن الدوري الياباني سيستأنف هذا السبت، 23 أبريل/نيسان، وأسألكم أن تتفضلوا بتبليغ أطيب أمنياتي للأندية واللاعبين والمشجعين".
وقد وقفت أسرة كرة القدم بأسرها خلف اليابان في الأسابيع الأخيرة منذ وقوع الزلزال، وأطلقت العديد من المبادرات والمباريات الخيرية لجمع الأموال اللازمة لمساعدة ضحايا هذه الكارثة الطبيعية. وكان زيكو واحداً ممن سارعوا بمد يد العون من خلال مباراة تولى تنظيمها في البرازيل، وقال لموقع FIFA.com إنه لا يشك على الإطلاق في قدرة الشعب الياباني على استعادة عافيته، لاسيما وأنه شعب اشتهر دائماً بروحه القوية وصموده في مواجهة الشدائد.
وقال: "الكل يعرف ما يتمتع به الشعب الياباني من إمكانيات وقدرة على التعافي، وها هم الآن يظهرون قوتهم وانضباطهم مرة أخرى. نعرف أن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لكن ما الذي يمكننا فعله؟ سوف ينهضون مرة أخرى بعد هذا".
ومن جانبه، أعرب يويتشي شيراهاتا رئيس نادي فيجالتا سينداي عن امتنانه لأولئك الذين أظهروا تضامنهم مع منطقته المنكوبة ممن توحدهم راية اللعبة الجميلة.
حيث قال في بيان له على موقع النادي الإلكتروني: "لقد تلقينا تشجيعاً هائلاً من أصدقائنا في الدوري الياباني وفي أسرة كرة القدم العالمية، ونحن أيضاً نعمل بكل جدية من أجل فيجالتا سينداي لكي نبدأ العمل سريعاً في عمليات إعادة البناء وأنشطة المساعدة مع أصدقائنا. نرجوكم أن تواصلوا دعمكم للمناطق المنكوبة والتعاون من أجلها. نحن نعتمد عليكم كلكم".
وقد تستغرق إعادة سينداي والفرق الأخرى إلى ملاعبها الأصلية بعض الوقت، لكن العزيمة التي استجاب بها مجتمع كرة القدم واليابان ككل توحي بأن الأمور ستسير على ما يرام. وطبقاً لتصريحات رئيس الدوري الياباني كازومي أوهيجاشي هذا الأسبوع، فإن عودة الأندية المفضلة لدى الناس يمكن أن تساعد في إعادة الحياة إلى طبيعتها بشكل ما في أكثر المناطق تضرراً.
حيث قال: "سوف تلعب إقامة المباريات في ملاعب كاشيما وسينداي وميتو دوراً محورياً في إعادة البناء؛ فقد تغلبت هذه الأندية الثلاثة على مصاعب جمة، والناس في هذه المناطق ينتظرون عودتها".
والنادي الذي يخوض منافسات هذا الموسم حاملاً للقب هو ناجويا جرامبوس إيت، الذي يريد استكمال رحلة الدفاع عن لقبه انطلاقاً من النقطة التي حصل عليها في المباراة الوحيدة التي لعبها حتى الآن. وقد اعترف لاعب خط الوسط يوشيزومي أوجاوا بأن مشاعره مختلطة إزاء العودة لأجواء المباريات، لكنه أقر بأنها ستكون فرصة لرفع الروح المعنوية بين الجماهير.
حيث صرّح قائلاً: "كنت أتساءل عما إذا كان ينبغي أن نلعب كرة القدم أم لا، لكننا لاعبو كرة قدم محترفون وسوف يأتي المشجعون لمشاهدتنا ونحن نلعب. أريد أن أظهر لهم تجاوبنا معهم".
وقد تجلت هذه العزيمة القوية بأجمل صورها في الأندية اليابانية التي واصلت اللعب في دوري أبطال آسيا بعد الزلزال، حيث نالت فرق كاشيما وناجويا وجامبا أوزاكا وسيريزو أوزاكا كل الإعجاب بأدائها. كما أكد الاتحاد الوطني أن اليابان ستشارك طبقاً لما هو متفق عليه في كوبا أمريكا التي ستستضيفها الأرجنتين في يوليو/تموز.
وتمثل عودة الدوري المحلي خطوة أخرى على الطريق نحو النهوض بالبلاد من جديد. ولا شك أن أسرة كرة القدم كلها ستتمنى كل النجاح والتوفيق للمشاركين في هذه الخطوة، كما ذكر رئيس FIFA في ختام رسالته: "من أجل اللعبة، من أجل العالم، من أجل اليابان".